news-details

شبكة هنا الشام في وقتٍ لا تزال فيه غزة تئنّ تحت وطأة حرب الإبادة الإسرائيلية، وتتواصل الاعتداءات على الأراضي السورية واللبنانية، حطّ الإعلامي والناشط السوري شادي مارتيني رحاله في الكنيست الإسرائيلي، مشاركًا في جلسة نظمها "اللوبي لدعم تسوية أمنية إقليمية"، إلى جانب الإعلامي السعودي عبد العزيز الخميس. مصادر مطلعة كشفت أن مارتيني، الذي لا يحمل صفة رسمية في الدولة السورية حاليا ، وصل إلى تل أبيب مباشرة من دمشق، بعد لقائه الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع قبل أسبوعين، ناقلًا عنه قوله إن "هناك فرصة في الشرق الأوسط لا تأتي إلا كل مئة عام"، في إشارة إلى مشاريع التسوية الإقليمية مع إسرائيل. شادي مارتيني، الذي كان يدير مستشفى في مدينة حلب سابقًا، ليس وجهًا جديدًا في مشهد التطبيع. فقد سبق له أن شارك في لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين في مدريد عام 2016، كما نشر صورة عبر فيسبوك، التقطت له في 2 أغسطس/آب 2017، يظهر فيها وخلفه جنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي، بحسب صحيفة جيروزاليم بوست. وارتبط اسم مارتيني ببرنامج "حسن الجوار" الإسرائيلي في الجنوب السوري، وهو المشروع الذي أقرّ بنفسه، في تحقيق نشره "العربي الجديد" عام 2018، بأنه كان بإدارة الجيش الإسرائيلي، وقد ساهم في إدخال مساعدات إنسانية إلى مناطق المعارضة السورية عبر هذا البرنامج، تحت غطاء العمل الإغاثي. كما يُعرّف مارتيني نفسه اليوم بصفته الرئيس التنفيذي لمنظمة "تحالف الأديان"، التي تأسست عام 2013، وتعمل في المجال الإنساني والديني، وهي واجهة جديدة لمحاولات التقريب بين المجتمعات تحت عنوان "السلام الإقليمي". مصادر حضرت الجلسة في الكنيست أكّدت أن اللقاء كان بمثابة "خلطة" تجمع بين التمثيل البرلماني الإسرائيلي (وإن كان من المعارضة)، وجهات من "المجتمع المدني" ومنظمات تنشط في الترويج لما يسمى "السلام العابر للحدود". وقد نشر النائب الإسرائيلي جلعاد كريب صورة للجلسة، أرفقها بتعليق لافت: "ما لا تفعله الحكومة، سنقوم به نحن". تحركات مارتيني، الذي يُقال إنه مقرّب من رجل الأعمال السوري المعارض غسان عبود، تتقاطع مع جهود إسرائيلية وعربية وغربية لإعادة طرح مشروع تسوية إقليمية جديدة، ترتكز على تهميش القضية الفلسطينية، وتقديم ما يسمى بـ"محور الاعتدال العربي" كبديل عن محور المقاومة، وخلق شبكة علاقات جديدة تتجاهل الاحتلال وانتهاكاته اليومية. الجدير بالذكر أن زيارة مارتيني تأتي في ذروة العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة منذ 21 شهرًا، حيث يتساقط الشهداء يوميًا، وتشتد الأزمة الإنسانية، ما يجعل ظهوره في قلب المؤسسة الإسرائيلية بمثابة صفعة سياسية وأخلاقية لكل من لا يزال يرفض التطبيع، ويؤمن بعدالة القضية الفلسطينية.



التعليقات

اضافة تعليق