أعلنت وزارة الطاقة السورية أن البلاد ستبدأ اعتبارًا من الثاني من أغسطس/آب المقبل تلقي 3,4 ملايين متر مكعب يوميًا من الغاز الطبيعي الأذربيجاني عبر الأراضي التركية إلى محافظة حلب، في خطوة تهدف إلى دعم الشبكة الكهربائية وتعزيز استقرارها. وأوضحت الوزارة أن هذه الكميات من الغاز ستتيح توليد نحو 900 ميغاواط من الكهرباء، ضمن خطة وطنية لتأمين احتياجات الطاقة وتخفيف الأعباء المعيشية عن المواطنين، لا سيما في المحافظات المتضررة من الحرب. ويأتي هذا التطور بعد توقيع مذكرة تفاهم بين الجانبين السوري والأذربيجاني، تضمنت التعاون في مجالات الطاقة واستكشاف النفط وتوريد الغاز الطبيعي، باستخدام البنية التحتية التركية وخط "كليس" لنقل الغاز. من الجانب التركي، جرى التأكيد على أن عمليات التصدير ستنطلق في الموعد المحدد، ضمن رؤية إقليمية أوسع لتوسيع الشراكات في قطاع الطاقة، وتأكيد موقع تركيا كممر استراتيجي للغاز نحو دول المنطقة. تحولات إقليمية وشبكة طاقة جديدة يرى مراقبون أن ضخ الغاز الأذربيجاني إلى سورية يشكل بداية فعلية لتفعيل شبكة إقليمية جديدة للطاقة في الشرق الأوسط، ويعكس تحولات سياسية واقتصادية لافتة، خصوصًا في ظل التنسيق بين دمشق وباكو، والقبول التركي للمشروع. وبحسب تقديرات اقتصادية، فإن دخول الغاز الأذري إلى السوق السورية سيسهم في تحسين واقع الكهرباء بشكل مباشر، ما ينعكس على الخدمات الحيوية كالمياه والتعليم والصحة، كما يدعم جهود إعادة الإعمار واستقرار البلاد على المدى الطويل. اتفاقيات جديدة وشراكات استراتيجية شهدت العلاقات الثنائية بين سورية وأذربيجان تطورًا لافتًا مؤخرًا، تُوّج بزيارة رسمية للرئيس السوري إلى العاصمة الأذرية، حيث جرى بحث آفاق التعاون في ملف الطاقة. وتم التأكيد خلال اللقاءات على أهمية تأسيس شراكات استراتيجية، تسهم في إعادة تأهيل البنية التحتية المتضررة في سورية. وتم توقيع اتفاق مباشر مع شركة الطاقة الأذربيجانية "سوكار" لتوريد الغاز إلى سورية، في إطار خطة متكاملة لبناء أمن طاقي مستدام، وتعزيز قدرات الدولة على الاستقلال في إنتاج الكهرباء وتوفيرها للمواطنين بكفاءة.
التعليقات