نفّذ التحالف الدولي فجر اليوم الجمعة، بالتنسيق مع وزارتي الدفاع والداخلية السورية، عملية إنزال جوي نوعية في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، أسفرت عن مقتل أربعة مطلوبين واعتقال قيادي عراقي بارز في تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، إلى جانب عدد من مرافقيه، في واحدة من أكبر العمليات الأمنية التي تشهدها المنطقة منذ أشهر. تفاصيل العملية وبحسب مصادر محلية، بدأت العملية في ساعات الفجر الأولى، حيث أغلقت القوات المشاركة الشوارع المؤدية إلى الموقع المستهدف، بينما حلّقت طائرات استطلاع فوق المدينة على ارتفاع منخفض، بالتزامن مع تنفيذ الإنزال الجوي على أحد الأبنية السكنية التي كان يتواجد فيها المطلوبون. وأفادت المصادر بأن القوات وجهت نداءات عبر مكبرات الصوت طالبت فيها المطلوبين بتسليم أنفسهم دون مقاومة، قبل أن يتم اقتحام المبنى بعد رفضهم الاستسلام. وأسفر الاقتحام عن مقتل أربعة أشخاص، فيما تم اعتقال القيادي المستهدف وعدد من مرافقيه دون وقوع خسائر في صفوف القوات. ولم تصدر أي جهة رسمية بياناً يوضح هوية القيادي المعتقل أو دوره داخل التنظيم، كما لم يتم الكشف عن المكان الذي نُقل إليه عقب اعتقاله. إلا أن مصادر أمنية غير رسمية رجّحت أن المعتقل كان يشغل موقعاً قيادياً في هيكل التنظيم العراقي، ومن المرجح أنه كان مسؤولاً عن التنسيق بين خلايا "داعش" في سوريا والعراق. وتأتي هذه العملية ضمن حملة أمنية متصاعدة للتحالف الدولي، تستهدف إعادة تحجيم نشاط التنظيم، خاصة بعد تصاعد عملياته خلال الأشهر الأخيرة في مناطق البادية السورية وبعض أرياف حلب والرقة ودير الزور. ورغم الانحسار الجغرافي لـ"داعش"، لا تزال خلاياه النائمة تشكّل تهديداً أمنياً، عبر عمليات اغتيال وتفجيرات تستهدف القوات المحلية والمدنيين. يُذكر أن مدينة الباب تخضع لسيطرة فصائل "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا، وتشهد بين الحين والآخر نشاطاً أمنياً لعناصر من "داعش" أو خلايا تابعة للنظام السوري أو ميليشيات أخرى، ما يجعلها من أكثر المناطق حساسية في الشمال السوري. وتنتظر الأوساط الإعلامية والأمنية صدور بيان رسمي من التحالف الدولي أو وزارتي الدفاع والداخلية يوضح نتائج التحقيق الأولي مع القيادي المعتقل، وما إذا كانت هناك عمليات مشابهة ستنفذ لاحقاً في مناطق أخرى.
التعليقات