news-details

داني عطايا المقدمة: سقوط القناع وكشف الوجه الحقيقي لطالما قدّم حزب الله اللبناني نفسه كـ"مقاومة شريفة" ضد الاحتلال الإسرائيلي، متلاعبًا بالمشاعر العربية والإسلامية لكسب التعاطف والدعم. غير أن الواقع يكشف أن هذا الخطاب لم يكن سوى غطاء لأنشطة مشبوهة، تتراوح بين القمع والقتل وتهريب السلاح والمخدرات، وتنفيذ أجندات إيران التوسعية في المنطقة. ومنذ تأسيسه، لم يكن حزب الله حركة وطنية مستقلة، بل كان أداة طيّعة في يد الحرس الثوري الإيراني، تسعى إلى زعزعة استقرار الدول العربية. ولعلّ أبرز محطات انكشاف وجهه الحقيقي كانت تدخله الدموي في سوريا دعماً لنظام بشار الأسد، وتورطه في تمويل نفسه عبر تجارة المخدرات والأسلحة. وبعد سقوط النظام السوري، وجد الحزب نفسه في موقف دفاعي، يحاول بكل الطرق دعم فلول النظام وإبقاء سوريا ساحة نفوذ لإيران. --- التأسيس: ولاء لطهران على حساب لبنان تأسس حزب الله في أوائل الثمانينات في أعقاب الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، وبدعم مباشر من إيران. كان الهدف الحقيقي لتأسيس الحزب ليس الدفاع عن لبنان أو تحرير الأراضي المحتلة، بل تنفيذ مشروع "تصدير الثورة الإسلامية" الذي أطلقه الخميني، وترسيخ نفوذ "ولاية الفقيه" في المنطقة العربية. منذ اللحظة الأولى، ارتبط الحزب بعلاقة عضوية مع الحرس الثوري الإيراني، واعتبر أن ولاءه الأول لطهران وليس للدولة اللبنانية. وهذا ما يظهر في خطابات قادته الذين لا يخفون تبعيتهم لمرشد الثورة الإيرانية، مما جعل الحزب أشبه بجيش إيراني على الأراضي اللبنانية. --- سوريا: ساحة إجرام حزب الله وأداة لقمع الثورة الدور التخريبي لحزب الله في الحرب السورية مع اندلاع الثورة السورية عام 2011، سارع حزب الله إلى التدخل عسكريًا لدعم نظام بشار الأسد. كان هذا التدخل لحماية الجسر الحيوي الذي يربط إيران بلبنان عبر سوريا، وتأمين خطوط تهريب السلاح والمخدرات. تجاوز دور حزب الله في سوريا حدود الدعم السياسي واللوجستي إلى الانخراط المباشر في معارك دامية، وارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين. ومن أبرز المحطات الدموية: مجزرة القصير (2013): شن حزب الله حملة عسكرية شرسة على مدينة القصير الاستراتيجية، ما أسفر عن مقتل المئات وتهجير الآلاف. حصار مضايا والزبداني (2015): فرض الحزب حصارًا خانقًا على البلدتين، ما أدى إلى وفاة مدنيين بسبب الجوع ونقص الرعاية الصحية. معارك حلب (2016): ساهم الحزب في اجتياح حلب الشرقية، مما أدى إلى قتل آلاف المدنيين وتشريد عشرات الآلاف. لم يكن تدخل حزب الله في سوريا مجرد "دعم للمقاومة"، بل كان جزءًا من مشروع إيراني لتغيير التركيبة السكانية، وإحكام السيطرة على المناطق الاستراتيجية. --- بعد سقوط نظام الأسد: محاولات الحزب لزعزعة الأمن مع انهيار نظام الأسد، وجد حزب الله نفسه أمام أزمة وجودية، إذ فقد أبرز حلفائه الاستراتيجيين وممراً رئيسياً لنقل السلاح. وبهدف الحفاظ على نفوذه، لجأ الحزب إلى دعم فلول النظام السابق، وتهريب الأسلحة إلى خلاياه في سوريا. كشفت تقارير استخباراتية أن الحزب يعمل على: 1. دعم فلول النظام: قدم الحزب دعماً لوجستياً وعسكرياً لبقايا الميليشيات التابعة للنظام بهدف خلق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار. 2. تهريب الأسلحة: ضبطت السلطات السورية شحنات سلاح متجهة إلى حزب الله، مما يثبت استمرار محاولاته لتعزيز وجوده العسكري. 3. إثارة القلاقل الطائفية: يعمل الحزب على تغذية الانقسامات الطائفية لتعطيل أي عملية استقرار في سوريا. وفي فبراير 2025، أعلنت وزارة الداخلية السورية عن ضبط شحنة ضخمة من الأسلحة المهربة إلى حزب الله، ما يعكس استمرار تهديده للأمن السوري. --- الوجه الإجرامي: تجارة المخدرات والأسلحة لتمويل الإرهاب بالتوازي مع أنشطته العسكرية، يعتمد حزب الله على شبكات إجرامية عالمية لتأمين تمويله، وأبرزها تجارة المخدرات وتهريب الأسلحة. الكبتاغون: أصبح الحزب لاعبًا رئيسيًا في تصنيع وتوزيع حبوب الكبتاغون المخدرة، التي يتم تهريبها عبر سوريا ولبنان إلى دول الخليج وأوروبا. غسيل الأموال: يُتهم الحزب بتشغيل شبكة عالمية لغسيل الأموال بالتعاون مع عصابات المخدرات في أمريكا اللاتينية وأوروبا. دعم الجماعات المتمردة: يُرسل الحزب أسلحة إلى ميليشيات الحوثي في اليمن، ويقدم الدعم اللوجستي للحشد الشعبي في العراق. وفي عام 2020، ضبطت السلطات الإيطالية شحنة كبتاغون بقيمة مليار يورو مرتبطة بحزب الله، مما أكد تورطه في تجارة المخدرات. --- سقوط الأسطورة: ضعف الحزب وانهيار هيبته العسكرية على الرغم من الدعاية الإعلامية التي تسوّق حزب الله كقوة عسكرية "لا تُقهر"، إلا أن الوقائع تكشف هشاشته أمام الضربات الدقيقة. ضربة الضاحية الجنوبية (2024): في سبتمبر 2024، نفذت إسرائيل عملية نوعية استهدفت مقر قيادة الحزب في بيروت، وأسفرت عن مقتل حسن نصر الله وعدد من قادة الصف الأول. انكشاف المنظومة الأمنية: كشفت هذه العملية ضعف البنية الاستخباراتية للحزب، وعجزه عن حماية قياداته. خسارة الحزب لخطوط الإمداد السورية بعد سقوط الأسد، واغتيال قادته، أدى إلى اهتزاز صورته داخليًا وخارجيًا. --- خطر حزب الله على مستقبل سوريا والمنطقة بعد سقوط نظام الأسد، لم يتخلّ حزب الله عن محاولاته لترسيخ نفوذه في سوريا. بل أصبح أكثر عدوانية في محاولات زعزعة الأمن عبر: 1. تهريب السلاح: يستمر الحزب في تهريب الأسلحة لتعزيز وجوده العسكري وتزويد الميليشيات الموالية له. 2. تحريك الخلايا النائمة: يعمل على تنشيط خلاياه النائمة في سوريا لشنّ عمليات تخريبية وإثارة الاضطرابات. 3. نشر الفوضى: يسعى الحزب لإبقاء سوريا في حالة عدم استقرار لعرقلة أي عملية سياسية تُقصي نفوذ إيران. --- الخاتمة: حزب الله… خنجر إيران في قلب العرب لم يعد حزب الله مجرد "حركة مقاومة"، بل أصبح أداة قمعية تعمل لصالح مشروع إيران التوسعي، ضاربًا بعرض الحائط مصالح الشعوب العربية. قتل السوريين وتهجيرهم. تغذية الطائفية وإشعال الحروب. تجارة المخدرات والأسلحة. ومع انكشاف وجهه الحقيقي، بات واضحًا أن الحزب ليس أكثر من خنجر إيراني مسموم، يهدد أمن واستقرار المنطقة .



التعليقات

اضافة تعليق