حقق المنتخب السوري بداية مثالية في مشواره ببطولة كأس العرب 2025 في قطر، بعد فوزه الثمين على منتخب تونس بهدف نظيف، في نتيجة وصفت بالمفاجِئة مقارنة بتاريخ وخبرة المنتخبين. لكن خلف هذا الانتصار، كشف اللاعبون عن سر غير متوقع ساهم في تعزيز تركيزهم وإعدادهم الذهني قبل اللقاء: لعبة “مافيا” الورقية. لعبة تحولت إلى طقس يومي قبل المباريات قبل المباراة، تحدث مدافع المنتخب السوري أحمد فقا لوسائل إعلام الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، موضحاً أن لعبة “مافيا” أصبحت جزءاً أساسياً من الروتين الذهني داخل معسكر المنتخب. وأشار إلى أن اللاعبين يحرصون على ممارستها يومياً خلال فترات الراحة، لأنها تعزز التواصل بينهم وتخلق جواً من الألفة والثقة. وأوضح فقا أن اللعبة تُمارس عادة ضمن مجموعة مكوّنة من عشرة لاعبين، حيث تُوزع الأدوار وتبدأ جولات النقاش لكشف المحتال بين أفراد المجموعة. هذا التفاعل—بحسب فقا—يساعد على تنمية مهارات التحليل، ورفع مستوى الحدس، وتحسين العمل الجماعي، وهي عناصر تنعكس مباشرة على الانسجام داخل الملعب. من لعبة ذهنية إلى أداء متكامل اللاعبون اعتبروا أن “مافيا” ساعدتهم في بناء تواصل أعمق، خصوصاً أنها تعتمد على النقاش والإقناع والتعاون. ومع دخول المباراة، ظهر منتخب سوريا بانسجام لافت وروح جماعية واضحة، أثمرت عن أداء منظم وثقة عالية أمام منتخب يُعد من أبرز المنافسين في البطولة. وجاء هدف الفوز عبر عمر خريبين من ضربة حرة مباشرة في الدقيقة 48، ليمنح سوريا أول ثلاث نقاط في المجموعة الأولى التي تضم قطر وفلسطين. سجل متوازن وانتصار يتكرر رفع هذا الفوز رصيد سوريا إلى خمسة انتصارات مقابل خمس هزائم وتعادلين في المواجهات المباشرة مع تونس، كما يأتي بعد الانتصار السابق على "نسور قرطاج" في كأس العرب 2021 بهدفين دون رد. ما هي لعبة "مافيا"؟ “مافيا” هي لعبة اجتماعية تقوم على توزيع أدوار سرية بين اللاعبين، مثل المدني والمخبر وأفراد المافيا. ويهدف اللاعبون المدنيون لكشف أفراد المافيا، بينما يحاول هؤلاء البقاء حتى النهاية. وتعتمد اللعبة على النقاش، الذكاء، قراءة سلوك الآخرين، واتخاذ القرارات—وهي مهارات تُعد مثالية لتعزيز الروح الجماعية والثقة داخل الفرق الرياضية.
التعليقات