شهد ريف حلب الغربي حدثاً جديداً يعيد فتح ملفات الانتهاكات القديمة، بعد أن كشفت الجهات المختصة عن مقبرة جماعية مدفونة داخل صهاريج مخصّصة لتجميع مياه الأمطار في قرية تركان التابعة لمنطقة السفيرة. ويأتي هذا الكشف في إطار عمليات بحث متواصلة تهدف إلى توثيق ضحايا المجازر التي شهدتها المنطقة خلال سنوات الصراع. وقد أعلن مسؤول منطقة السفيرة في ريف حلب، بركات اليوسف، العثور على مجموعة من المقابر الجماعية داخل قرية تركان التابعة للسفيرة الغربي، وذلك بعد كشفها من قبل الجهات الأمنية المختصة. وقال اليوسف، في تصريح نقلته وكالة سانا، إن الرفات وُجدت داخل صهاريج مخصّصة لتجميع مياه الأمطار، مشيراً إلى أن المنطقة شهدت في وقت سابق اكتشاف مواقع مشابهة. وأضاف أن المقابر تضم رفات أطفال ونساء ورجال قضوا في مجازر نفّذتها ميليشيات النظام المخلوع، لافتاً إلى أن حالة الألبسة والآثار الموجودة تشير إلى أن بعض الضحايا قتلوا قبيل تحرير المنطقة. وأكد المسؤول أن أعمال التوسّع في البحث ما تزال مستمرة للكشف عن مزيد من المواقع، وإزالة الركام لمعرفة العدد الإجمالي للضحايا في كل صهريج، إضافة إلى العثور على بقايا أسلحة وذخائر يُعتقد أن الميليشيات تخلّصت منها قبل انسحابها. وكانت السلطات السورية قد عثرت أمس الأربعاء على مقبرة جماعية في قرية تركان بريف حلب الشرقي، يُرجح أنها تضم رفات ضحايا أُعدموا على يد قوات النظام المخلوع، دون الكشف عن تفاصيل إضافية. وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الداخلية السورية سابقاً العثور على أربع مقابر جماعية في شارع الستين شمالي مدينة حمص، تحتوي على رفات عشرات الأشخاص، حيث باشرت الجهات المختصة إجراءات التوثيق والفحوصات اللازمة للتحقق من هويات الضحايا وإمكانية وجود رفات أخرى. ويحذّر الدفاع المدني الأهالي من الاقتراب من مواقع المقابر أو العبث بها، مؤكداً أن أي تدخل غير مختص قد يطمس الأدلة الجنائية المهمة لتحديد هوية الضحايا ومحاسبة المتورطين بجرائم الاختفاء القسري. ومنذ بداية التحرير، تتكشف تباعاً المزيد من المقابر الجماعية التي تعود لضحايا الجرائم والانتهاكات الواسعة التي ارتكبها نظام بشار الأسد وحلفاؤه بحق المدنيين.
التعليقات