news-details

جدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تحذيراته للحكومة الإسرائيلية، داعيًا إياها إلى الامتناع عن أي خطوات قد تُعرقل مسار الانتقال السياسي الجاري في سوريا. وقال ترامب في منشور على منصة "تروث سوشيال" إن إدارته "راضية جدًا" عن أداء الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، الذي يقود البلاد منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024. وأضاف: "من الضروري أن تحافظ إسرائيل على حوار بنّاء مع سوريا، وأن تتجنب أي عمل قد يعطل جهود تحويل سوريا إلى دولة مستقرة ومزدهرة". وأشار ترامب إلى أن واشنطن بذلت كل ما في وسعها لدعم إعادة إعمار سوريا، بما في ذلك رفع ما وصفه بـ"العقوبات القوية والقاسية" التي فُرضت عليها خلال السنوات الماضية. وجاءت تصريحات ترامب عقب اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في إطار مساعٍ أميركية لخفض التوتر بين تل أبيب ودمشق. ولاحقًا، أعلن مكتب نتنياهو أن الأخير تلقى دعوة لزيارة البيت الأبيض قريبًا، في خامس زيارة له منذ عودة ترامب إلى الرئاسة. توغل إسرائيلي يفاقم التوتر وكانت قوات إسرائيلية قد نفذت، الجمعة الماضية، عملية توغل في بلدة بيت جن جنوب غربي دمشق، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 13 شخصًا، إضافة إلى إصابة 6 جنود إسرائيليين بنيران أُطلقت خلال العملية. وقالت تل أبيب إن العملية استهدفت عناصر من "تنظيم الجماعة الإسلامية"، مشيرة إلى اغتيال عدد من قادته سابقًا خلال حربها الأخيرة مع حزب الله. ونقل موقع "أكسيوس" أن المبعوث الأميركي إلى سوريا توم براك ومسؤولين آخرين أجروا "محادثات متوترة" مع الجانب الإسرائيلي لاحتواء التصعيد، بالتوازي مع محادثات مع دمشق، شملت لقاء بين براك والرئيس السوري في العاصمة. ووفق القناة الإسرائيلية 12، ترى واشنطن أن السلوك الإسرائيلي في سوريا يضر بالجهود الأميركية الرامية لإبرام تفاهمات أمنية بين الجانبين، مشيرة إلى أن الإدارة الأميركية طلبت من نتنياهو "التوقف عن خطوات قد تدفع النظام الجديد في سوريا نحو العداء مع إسرائيل". انتهاكات جديدة في القنيطرة وفي تطور آخر، جدّد الجيش الإسرائيلي، الاثنين، خرقه لسيادة الأراضي السورية عبر تنفيذ ثلاثة توغلات عسكرية في ريف القنيطرة، تخلّل اثنين منها إطلاق نار على منازل مدنيين، بحسب وكالة "سانا". وتمركزت قوة عسكرية إسرائيلية داخل قرية صيدا الحانوت، تزامنًا مع تحليق طائرة مسيّرة فوق المنطقة، ونقل دبابتين باتجاه الريف الشمالي. كما صعدت قوة إسرائيلية أخرى إلى تل أبو قبيس قرب قرية عين زيوان، بينما أفادت القنوات السورية بإطلاق نار على منازل مدنية دون ورود معلومات عن إصابات. وتشير تقارير محلية إلى أن الجيش الإسرائيلي دمّر مئات الدونمات من الغابات خلال الأشهر الماضية، وأقام حواجز واعتقل عددًا من السكان. مسار سياسي غير مسبوق سياسيًا، يواصل الجانبان الأميركي والسوري توسيع قنوات التواصل، إذ عقد الشرع اجتماعًا جديدًا مع المبعوث الأميركي توم براك، هو الخامس خلال ستة أشهر، بحضور وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني. وتؤكد دمشق أن اللقاءات تبحث “القضايا المشتركة والمستجدات الإقليمية”. وتأتي هذه التطورات عقب الزيارة الأولى للشرع إلى البيت الأبيض في نوفمبر/تشرين الثاني، والتي اعتُبرت خطوة مفصلية في الانفتاح الأميركي على القيادة السورية الجديدة. وبينما تحاول دمشق تعزيز الاستقرار واستعادة السيطرة على أراضيها، تواصل إسرائيل توغلاتها في الجنوب، ما تعتبره سوريا "انتهاكًا صارخًا" لاتفاقية فصل القوات لعام 1974، التي تقول دمشق إنها لا تزال ملتزمة بها رغم إعلان تل أبيب انهيارها بعد سقوط نظام الأسد.



التعليقات

اضافة تعليق