أعلنت اللجنة العليا للانتخابات في سوريا، اليوم الأحد، بدء عملية فرز الأصوات في عدد من المناطق، وذلك في أول انتخابات لمجلس الشعب تُجرى منذ سقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي. وقال رئيس اللجنة العليا للانتخابات نوار نجمة إن عمليات الفرز بدأت في مدينتي الصنمين بريف درعا وبانياس على الساحل السوري، فيما فتحت المراكز الانتخابية أبوابها صباحًا في مختلف المحافظات. وبحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، استقبلت المراكز المعتمدة أعضاء الهيئات الناخبة للإدلاء بأصواتهم، في حين أعلنت وزارتا الداخلية والعدل تأجيل الاقتراع في محافظات السويداء والرقة والحسكة لأسباب أمنية. كما أشارت القناة الإخبارية الرسمية إلى وصول بعثات دبلوماسية إلى دمشق لمتابعة سير العملية الانتخابية، في وقت انتشرت وحدات من قوى الأمن الداخلي في عدد من الساحات لتأمين الاقتراع. ويتنافس في الانتخابات 1578 مرشحًا، بينهم نحو 14% من النساء، على 210 مقاعد، حيث يُنتخب 140 عضوًا عبر الهيئات الناخبة، بينما يُعيَّن الثلث المتبقي (70 عضوًا) بمرسوم من الرئيس أحمد الشرع. وتؤكد السلطات أن اعتماد نظام الهيئات الناخبة جاء نتيجة غياب بيانات دقيقة عن السكان ونزوح الملايين جراء الحرب. وتتكون الهيئات الناخبة من 70% من الكفاءات وأصحاب التخصصات، مقابل 30% من الأعيان والوجهاء الممثلين لشرائح اجتماعية واسعة. وتبلغ مدة ولاية المجلس الجديد 30 شهرًا قابلة للتجديد، ضمن مرحلة انتقالية مدتها 4 سنوات، مع إمكانية التمديد لسنة إضافية. وسيُناط بالمجلس الجديد اقتراح القوانين وإقرارها، تعديل أو إلغاء التشريعات السابقة، المصادقة على المعاهدات الدولية، إقرار الموازنة العامة، إضافة إلى إصدار قرارات العفو العام. كما سيضطلع بدور تأسيسي عبر تشكيل لجنة لإعداد دستور دائم، يُنتظر طرحه للاستفتاء العام عندما تسمح الظروف الأمنية، تمهيدًا لإجراء انتخابات برلمانية ومحلية ورئاسية لاحقة. وتأتي هذه الانتخابات بعد 3 أشهر من إصدار الرئيس أحمد الشرع المرسوم رقم 66 لعام 2025، القاضي بتشكيل اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب.
التعليقات