news-details

شبكة هنا الشام يدخل السوريون هذا العام في أزمة مائية غير مسبوقة، مع موجة جفاف تُوصف بأنها الأقسى منذ أكثر من ستين عامًا، جفّت خلالها الأنهار وتراجعت الينابيع، وذبلت المحاصيل التي كانت يومًا مصدر فخر البلاد. انهيار إنتاج القمح قبل الحرب، كانت سوريا تنتج أكثر من 4 ملايين طن من القمح وتغطي احتياجاتها بالكامل. أما اليوم، فتقديرات وزارة الزراعة تشير إلى أن الإنتاج لن يتجاوز مليون طن، ما يعني عجزًا ضخمًا يجبر الدولة على استيراد ما يصل إلى 70% من احتياجاتها. المسؤولون يؤكدون أن المحصول الحالي لا يكفي سوى لشهرين أو ثلاثة، فيما يعتمد السوق على عقود استيراد وتبرعات من دول مجاورة مثل العراق. أراضٍ عطشى وأحواض منهكة منظمة الأغذية والزراعة (فاو) حذرت من تضرر 2.5 مليون هكتار من الأراضي المزروعة بالقمح هذا الموسم، موضحة أن 95% من القمح البعلي دُمّر تقريبًا، بينما تراجع إنتاج القمح المروي بنسبة تصل إلى 40%. الأحواض المائية الكبرى مثل بردى واليرموك والعاصي والفرات تعاني من استنزاف خطير، إذ يستهلك الري الزراعي نحو 85% من الموارد المائية المتجددة، وسط غياب رقابة حقيقية. جفاف ممتد لا موسمي تاريخيًا، كان احتمال الجفاف في المنطقة يحدث مرة كل 250 عامًا، لكن مع تغير المناخ أصبح يتكرر كل عشر سنوات، وقد ينخفض المعدل إلى مرة كل خمس سنوات إذا ارتفعت الحرارة درجتين مئويتين. سوريا شهدت موجات جفاف كبيرة أعوام 1999 و2010 و2014 و2017 و2021، وصولًا إلى العام الحالي، ما يجعل الأزمة تتحول من حدث عابر إلى حالة ممتدة. خبز السوريين على المحك يحذر خبراء المناخ من أن استمرار السياسات الحالية سيجعل مساحات واسعة من الأراضي غير صالحة للزراعة. ويؤكدون أن الحلول تكمن في تطوير أنظمة ري حديثة، وتخزين مياه الأمطار، والتحول إلى محاصيل أكثر مقاومة للجفاف. لكن يبقى السؤال: هل تتحرك السلطات قبل أن يصبح الخبز والماء في سوريا ترفًا بعيد المنال؟



التعليقات

اضافة تعليق