news-details

عاد اسم العميد غياث دلا للتداول في سوريا بعد الأحداث الأمنية الأخيرة في الساحل السوري. دلا، الذي كان من أبرز ضباط الفرقة الرابعة المدرعة تحت قيادة ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام السوري السابق بشار الأسد، فرّ إلى روسيا في ديسمبر 2024. وكان النظام المخلوع قد لقب دلا بـ"أسد الغوطتين". *مسار دموي: من داريا إلى المليحة* ينحدر غياث دلا من بلدة بيت ياشوط بريف اللاذقية، والتحق باللواء 42 في "الفرقة الرابعة" مع صعود نجم ماهر الأسد. ارتقى دلا سريعًا في السلم العسكري ليصبح رئيس أركان الفرقة الرابعة عام 2004. أصبح دلا التلميذ النجيب وأحد أبرز أذرع ماهر التنفيذية في قمع الثورة السورية التي انطلقت في مارس 2011، واكتسب لقب ذراع ماهر الأسد الضاربة بفضل تكتيكاته الوحشية التي طاولت المدنيين. على مدار 13 عامًا من المواجهات العسكرية، أصبح غياث دلا رمزًا للقمع في سوريا. قاد في أغسطس 2012 هجومًا على مدينة داريا بريف دمشق، راح ضحيته 700 مدني، بينهم عائلات كاملة. وفي مارس 2013، أشرف على حملة الفرقة الرابعة ضد مدينة معضمية الشام، وفرض حصارًا مشددًا خلف 2000 قتيل و3000 جريح من المدنيين. وفي 2014، قاد معركة المليحة التي دمرت البلدة بالكامل، وهجّر لاحقًا أهالي حي القابون الدمشقي. *مليشيا "الغيث": ذراع إيراني بثوب نظامي* في عام 2017، أسس غياث دلا مليشيا "الغيث" بدعم إيراني، وشاركت في معارك جنوب دمشق، مستخدمة صواريخ "جولان" العشوائية التي أدت إلى تهجير 150 ألف مدني من بلدة حرستا. ضمّ دلا عناصر من حزب الله والمليشيات الإيرانية إلى صفوف مقاتليه، وخاضت "الغيث" عمليات عسكرية عديدة منها معارك في وادي بردى والغوطة الغربية، وصولًا إلى حملات القمع في درعا بعد المصالحات القسرية بدعم روسي عام 2018. وضعت واشنطن غياث دلا على قائمة العقوبات منذ خمس سنوات بسبب دوره في قمع الثورة السورية، لكنه استمر في نشاطاته، وأصبح "ظل" تعتمد عليه إيران في حروب الوكالة. دلا يجسد التعقيدات في جيش النظام السوري السابق، حيث قاتل تحت علم النظام ضد الشعب السوري، ثم أنشأ مليشيا خاصة به وتحالف مع طهران. *غياث دلا يبدأ فصلاً جديدًا* بعد فرار الأسد في ديسمبر 2024، اختفى غياث دلا عن الأنظار، لكنه عاد للظهور عبر بيان صدر عن "المجلس العسكري لتحرير سوريا" يوم الخميس الماضي، مُعلنًا العزم على "تحرير" سوريا من "المحتلين" و"إسقاط النظام الجديد". يُرجح نشطاء أن البيان محاولة لإعادة تشكيل تحالفات تحت مظلة جديدة، مستفيدًا من علاقاته مع مليشيات أخرى تابعة لإيران. كشفت شبكة الجزيرة عن توسع نفوذ "المجلس العسكري" بقيادة غياث دلا عبر تحالفات مع قيادات سابقة في جيش نظام الأسد، مثل محمد محرز جابر قائد مليشيا "صقور الصحراء"، وياسر رمضان الحجل من مجموعات سهيل الحسن. تزامنت هذه التحالفات مع هجمات مسلحة مكثفة بريف اللاذقية، أسفرت عن مقتل 15 عنصرًا من قوات الأمن، ما دفع وزارتي الدفاع والداخلية لإطلاق عمليات أمنية واسعة. تلقى "المجلس" دعمًا ماليًا من حزب الله والمليشيات العراقية، وتسهيلات لوجستية من قسد. اعتبرت الإدارة السورية الجديدة هذه التحركات محاولة لإعادة تشكيل نفوذ طهران وموسكو في الساحل السوري، مما دفعها لتكثيف حملتها العسكرية لاحتواء التصعيد. وفيما لا تُعرف حقيقة "المجلس العسكري لتحرير سوريا" ومدى حجمه الحقيقي على الأرض، قالت السلطات السورية إنه جاء لخدمة أجندة خارجية وتنفيذ انقلاب على العهد الجديد. يبدو أن دلا، الذي شارك في تهجير الملايين وارتكب مجازر جماعية، يحاول الآن كتابة فصل جديد من سيرته، بينما تظل صورته في الذاكرة الجمعية للسوريين مرتبطة بتاريخ دموي.



التعليقات

اضافة تعليق