news-details

في مشهد يعكس تصاعد التوترات الأمنية في درعا جنوبي سوريا، قُتل الدبلوماسي المنشق نور الدين اللباد وشقيقه عماد اللباد برصاص مجهولين في مدينة الصنمين. الحادثة التي وقعت يوم الثلاثاء 11 مارس/آذار أشعلت القلق في المنطقة، ما دفع السلطات إلى فرض حظر تجوال فوري وإغلاق المدارس، في خطوة استباقية لمنع أي أعمال عنف محتملة. *عملية اغتيال غامضة* بحسب مصادر محلية وصحيفة "درعا 24"، دخل مسلحان مجهولان منزل اللباد وأطلقا النار عليه وعلى شقيقه قبل أن يلوذا بالفرار. مقاطع مصورة تم تداولها على منصات التواصل الاجتماعي كشفت لحظات تنفيذ العملية، التي أثارت تساؤلات حول الجهة المسؤولة وأسباب استهداف اللباد تحديدًا. *توترات الصنمين: بين الماضي والحاضر* تأتي الحادثة وسط توترات أمنية متواصلة في الصنمين، حيث شهدت المدينة اشتباكات دامية في وقت سابق من الشهر الجاري بين قوات الأمن ومجموعات مسلحة مرتبطة بالقيادي محسن الهيمد، أحد أبرز الشخصيات العسكرية للنظام السوري السابق. تلك الاشتباكات أدت إلى مقتل 9 مسلحين واعتقال 60 شخصًا، بينما تمكن الهيمد من الهرب. الماضي الأمني للمدينة لم يكن أقل اضطرابًا؛ ففي بداية العام، اغتيل القيادي فهد الذياب بعملية مشابهة، في مؤشر على استمرار الفوضى الأمنية التي تعصف بالمنطقة. *من هو نور الدين اللباد؟* نور الدين اللباد، الذي وُلد عام 1962، لم يكن مجرد دبلوماسي، بل شاعرًا ترك بصماته على الأغاني الشعبية التي لا تزال متداولة بين سكان منطقة حوران. بدأ مسيرته كمفوض في وزارة الخارجية السورية، وتنقل بين سفارات اليمن وفرنسا والعراق وتركيا وليبيا، وشغل مواقع بارزة في إدارة المراسم والبروتوكول. مع انطلاق الثورة السورية، أعلن اللباد انشقاقه عن النظام السابق في 16 أبريل/نيسان 2013، لينضم إلى "الائتلاف الوطني" المعارض ويمثل المعارضة السورية في فرنسا. بعد سنوات من العمل الدبلوماسي والسياسي، عاد اللباد إلى مدينته الصنمين قبل أسبوعين في زيارة قصيرة، لكنها انتهت بمقتله. *اللباد: بين الشعر والسياسة* اشتهر اللباد بأغانيه المؤثرة التي جسدت وجع أهل حوران، ومنها الأغنية الشهيرة: “من مفرق جاسم للصنمينِ، حاجة تِهل الدمع يا عيني، على وليف كان مسليني، واليوم مْفارق سودا العيونا”. كان اللباد شخصية مرموقة وبارزة في المدينة، واستقبله الأهالي بحفاوة كبيرة لدى عودته، ليصبح مقتله صدمة تهز أوساط المجتمع المحلي. *مستقبل مجهول وتوتر متصاعد* اغتيال اللباد يزيد من تعقيدات المشهد الأمني في درعا، ويُبرز الحاجة إلى معالجة جذرية للحالة الأمنية المضطربة. فبين إرث الصراعات السابقة ومحاولات فرض النظام الجديد، لا يزال مستقبل الاستقرار في المنطقة يكتنفه الغموض.



التعليقات

اضافة تعليق