بدأ الجيش الأميركي وفق صحيفة "نيويورك تايمز" بسحب مئات الجنود من شمال سورية، ويستعد لإغلاق ثلاث من أصل ثماني قواعد عسكرية في المنطقة. وبحسب ما نقلته الصحيفة عن مسؤولين رفيعي المستوى في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، فإن هذه الخطوة ستؤدي إلى تقليص عدد القوات الأميركية من نحو 2000 جندي إلى 1400 فقط، وسط ترقب لمراجعة جديدة بعد 60 يوماً قد تفضي إلى تقليص إضافي. إغلاق "القرية الخضراء" و"الفرات" و"قاعدة صغيرة" المصادر الأميركية أشارت إلى أن القواعد التي سيُرفع عنها العلم الأميركي قريباً تشمل "القرية الخضراء"، "الفرات"، وقاعدة ثالثة صغيرة لم يُفصح عن موقعها بدقة، ما يعكس إعادة تموضع واضحة في خريطة النفوذ الأميركي في الشرق السوري. قاعدة كونيكو تخلو والوجهة أربيل في السياق ذاته، بدأ الجيش الأميركي قبل أيام عملية إخلاء تدريجية لقاعدة "حقل كونيكو" في ريف دير الزور الشرقي، حيث غادرت خلال الأيام الماضية قافلتان كبيرتان، ضمت الأولى أكثر من 70 آلية ثقيلة وناقلات، فيما تجاوز عدد آليات القافلة الثانية الـ200. وأكدت مصادر مطلعة مقربة من "قسد" لـ"العربي الجديد"، أن عمليات الإخلاء تسير بوتيرة متسارعة، مشيرة إلى أن منطاد المراقبة الأميركي الذي كان يراقب محيط القاعدة لم يظهر منذ أكثر من أسبوع. كما أوضحت أن جميع القوات المنسحبة تتجه نحو أربيل في إقليم كردستان العراق، دون أن يكون لقسد أي وجود داخل القاعدة. انسحاب تدريجي خلال شهرين من جانبها، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن واشنطن أبلغت تل أبيب بنيتها البدء بانسحاب تدريجي لقواتها من سورية خلال شهرين، في خطوة قد تترك فراغاً أمنياً وسياسياً في منطقة الجزيرة الواقعة شمال نهر الفرات، على بعد نحو 35 كيلومتراً من مدينة دير الزور. هذا الانسحاب، الذي يُنظر إليه على أنه إعادة تقييم للدور الأميركي في سورية، يفتح الباب أمام تساؤلات كبرى حول مصير التوازنات في شرق الفرات، ومستقبل الحضور العسكري الأميركي في المنطقة، في ظل استمرار التوترات الإقليمية والدولية.
التعليقات