news-details

في لحظة فارقة تعكس ملامح التحول الوطني، كشفت الحكومة السورية، مساء الخميس 3 تموز، عن الهوية البصرية الجديدة للجمهورية، والتي شملت تعديل الرمز الوطني الرسمي وإعادة صياغة الرموز السيادية البصرية للدولة. الحدث تمّ في حفل رسمي ضخم أُقيم داخل قصر الشعب بدمشق، بحضور الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، إلى جانب كبار الوزراء والمسؤولين، وامتد صداه إلى المحافظات السورية كافة، التي شهدت بدورها احتفالات متزامنة. العقاب الذهبي يعود… ولكن بروح جديدة الشعار الجديد الذي أصبح رسميًا للدولة هو "العقاب الذهبي السوري"، المستلهم من تاريخين متداخلين: من فتح الشام على يد الصحابي الجليل خالد بن الوليد، إلى أول شعار للجمهورية عام 1945 الذي صممه الفنان السوري خالد العسلي. لكنه اليوم يعود بروح مختلفة، تمثل سوريا الجديدة بعد سقوط نظام الأسد في كانون الأول 2024. وأوضح البيان الرسمي أن العقاب الجديد لا يمثل القتال أو الدفاع كما في السابق، بل التوازن والنهضة، فالدولة لم تعد خصمًا لشعبها بل ضامنته، والأمة لم تعد صامتة بل حاضرة بقرارها وسيادتها. الشعار مليء بالدلالات الرمزية النجوم الثلاث التي تعلو العقاب ترمز إلى تحرر الشعب من قبضة الدولة المركزية، وهي إعادة ترتيب للعلاقة بين الدولة والمواطن ذيل العقاب يحمل خمس ريشات، تمثل المناطق الجغرافية الكبرى لسوريا، تعبيرًا عن وحدة الأرض. أجنحة العقاب المتزنة، تتكون من 14 ريشة، تمثل جميع محافظات سوريا دون تمييز، لتؤكد تكامل الدولة. خمس رسائل في شعار واحد يحمل العقاب الذهبي في تصميمه الجديد خمس رسائل جوهرية: 1. الاستمرارية التاريخية: هوية متجذّرة لا منقطعة. 2. تمثيل الدولة الجديدة: العقاب يمثل سوريا المنبثقة من إرادة شعبها. 3. تحرر وتمكين الشعب: النجوم تعني السيادة الشعبية. 4. وحدة الأرض بلا إقصاء: ريش الذيل يوحد الجغرافيا السورية. 5. عقد وطني جديد: يحدد علاقة الدولة بالمجتمع. الشرع: سوريا واحدة لا تقبل القسمة وفي كلمته خلال الحفل، أكد الرئيس أحمد الشرع أن الهوية البصرية الجديدة "ليست مجرد شعار"، بل هي إعلان واضح عن سوريا الجديدة، الموحدة، الرافضة للتجزئة والانقسام. وقال إن "تنوع السوريين الثقافي والعرقي مصدر غنى، لا تهديد"، مشيرًا إلى أن "الهوية الجديدة ترمم ثقة الإنسان السوري في وطنه ومستقبله". احتفالات وطنية،وربط بين الأصالة والحداثة الهوية الجديدة لم تكن إعلانًا فقط، بل جزءًا من عرض بصري ضخم شهدته ساحة الجندي المجهول بدمشق، وانتقل إلى محافظات أخرى عبر تقنيات عرض حديثة تمزج بين الرموز الأصيلة والرؤية المستقبلية لسوريا. خلف المشروع: عمل معقد وحساس وسيم قدورة، رئيس مجلس مشروع الهوية البصرية، أوضح أن المشروع استند إلى دراسات وأبحاث شاملة، تضمنت تحليلًا للهوية الحالية ومكوناتها الثقافية والاجتماعية والسياسية، للوصول إلى تصميم يجسّد سوريا ما بعد الثورة ويعكس طموحات شعبها.



التعليقات

اضافة تعليق