في تطور لافت على الساحة السورية، كشف المبعوث الأميركي إلى سوريا، توماس باراك، عن مخاوف جدية لدى واشنطن بشأن سلامة الرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع، محذّراً من تهديدات تحيط به من قبل متشددين ساخطين على نهجه الإصلاحي. وفي مقابلة مثيرة مع موقع "المونيتور"، أشار باراك إلى أن جهود الشرع في تعزيز الحكم الشامل وفتح قنوات تواصل مع الغرب قد جعلته هدفاً محتملاً لعمليات اغتيال. وقال باراك: "نحتاج إلى تنسيق نظام حماية حول الشرع و أنا متأكد من أن مصالحنا ومصالحه متقاطعة, إنه ذكي وواثق بما يفعل. ووفقاً لـ"المونيتور"، فإن أخطر التهديدات تأتي من فصائل مسلحة تضم مقاتلين أجانب كانوا قد انضموا إلى حملة الشرع التي أطاحت بالرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي. هؤلاء، ورغم دمجهم في الجيش الوطني الجديد، أصبحوا أهدافاً سهلة لتجنيدهم من قبل تنظيمات مثل داعش، بحسب باراك. وأضاف المبعوث الأميركي: "كلما تأخرت الإغاثة الاقتصادية، زادت فرص تلك الجماعات في إثارة الفوضى. علينا أن نردع المهاجمين المحتملين قبل أن يتحركوا. ورغم هذه التهديدات، شدد باراك على أن الرد لا يجب أن يكون عسكرياً، بل يعتمد على "تعاون وثيق وتبادل معلومات استخباراتية بين حلفاء واشنطن"، معتبراً أن هذا النهج أكثر فاعلية واستدامة في حفظ الاستقرار. ويواجه اليوم الرئيس اليوم سلسلة من التحديات المعقدة، أبرزها: دمج القوات الكردية في الجيش الوطني. إعادة تأهيل المقاتلين الأجانب. معالجة معسكرات الاعتقال الواسعة في شمال سوريا. التعامل مع التصعيد الإسرائيلي المتزايد على الأراضي السورية. لكن باراك أشار إلى بوادر أمل، كالتزام الشرع باتفاقية وقف إطلاق النار لعام 1974 مع إسرائيل، بل وفتحه الباب أمام إمكانية تطبيع العلاقات في المستقبل. وفي ظل المعادلات المتغيرة في سوريا، يبدو أن العالم يقف أمام فرصة نادرة يتمثل في دعم رئيس يسعى لبناء حكم شامل، منفتح، ومتوازن, ولكن التحدي الأكبر يبقى في إبقائه حيّاً وآمناً في وجه عواصف الداخل والخارج.
التعليقات