news-details

شبكة هنا الشام في تحول إنساني طال انتظاره، غادرت آخر العائلات السورية مخيم الركبان الواقع على الحدود السورية-العراقية، لتبدأ رحلة العودة إلى مدن وبلدات ريف حمص الشرقي، طاوين بذلك صفحة من أكثر فصول النزوح ألماً في تاريخ الأزمة السورية. المخيم، الذي أُقيم عام 2014 في منطقة صحراوية نائية قرب قاعدة التنف، ضمّ في سنوات ذروته أكثر من 8 آلاف نازح، فرّوا من الحرب في مناطق ريف حمص وحماة باتجاه البادية، ووجدوا أنفسهم عالقين وسط الحصار والجوع والعزلة. وقال وزير الطوارئ والكوارث السوري، رائد الصالح، إن إغلاق مخيم الركبان يُمثّل "نهاية مأساة إنسانية طويلة الأمد"، معرباً عن أمله بأن تكون هذه الخطوة فاتحة لإنهاء معاناة نازحين آخرين في باقي المخيمات، وعودتهم إلى مناطقهم بكرامة وأمان. من جانبه، وصف وزير الإعلام السوري، حمزة المصطفى، المخيم بأنه "مثلث الموت"، مشيراً إلى أنه جسّد قسوة الحصار الذي فُرض على المدنيين في ظل النظام السابق. وأكد المصطفى أن تفكيك المخيم هو "بداية طريق جديد نحو إعادة الإعمار وعودة الاستقرار"، مشدداً على دعم الدولة الكامل لعودة النازحين "خطوة بخطوة". وأفاد أحد العائدين إلى مدينة القريتين في ريف حمص، بأن معظم العائلات التي غادرت الركبان لا تملك منازل صالحة للسكن، إذ تعرضت قراهم وممتلكاتهم للدمار والنهب خلال سنوات النزاع. وأشار إلى أن العديد من العائدين اضطروا لنصب خيام كحل مؤقت، ريثما يُعاد إعمار المناطق المدمرة. وأضاف أن عملية الإخلاء بدأت فعلياً في ديسمبر الماضي، عقب سقوط النظام السابق، واستمرت بشكل تدريجي حتى مغادرة آخر العائلات السبت الماضي. ركبان رمز النزوح والوجع أُقيم مخيم الركبان عام 2014 كملاذ أخير لآلاف النازحين الفارّين من المعارك والقصف في مناطق ريف حمص الشرقي وحماة. وبسبب موقعه الجغرافي القاسي، وغياب الدعم الإنساني، تحول المخيم إلى رمز لمعاناة المدنيين الذين عاشوا لسنوات في ظروف بالغة الصعوبة. نحو طيّ ملف النزوح نهائياً وتأتي هذه التطورات في سياق المساعي الحكومية لإنهاء ملف النزوح الداخلي تدريجياً، وفتح باب العودة أمام مئات آلاف السوريين الذين ما زالوا يعيشون في ظروف نزوح داخل البلاد وخارجها. فيما تبقى التحديات كبيرة، يعلّق السوريون آمالاً متجددة على هذه الخطوة، على أمل أن تعود الحياة إلى مناطقهم، وأن تُبنى سوريا من جديد على أنقاض الحرب، بوطن يتسع لجميع أبنائه.



التعليقات

اضافة تعليق