كشفت عدة مصادر عن ممارسة الولايات المتحدة الأميركية ضغوطاً كبيرة على كلٍّ من الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، بهدف وقف الاشتباكات الدائرة في مدينة حلب بشكل عاجل. وأكد مصدران منفصلان، أحدهما من الحكومة السورية والآخر من «قسد»، أن واشنطن، عبر فريق وزارة الخارجية الأميركية المعني بالملف السوري والموجود في الأردن، أجرت اتصالات مباشرة مع الطرفين، أسفرت عن التوصل إلى تهدئة ووقف إطلاق النار في المدينة. وأوضح مصدر مطلع أن التحرّك الأميركي جاء في إطار منع التصعيد وتوسّع رقعة الاشتباكات إلى مناطق ريف حلب الشرقي ومحافظة دير الزور، وسط مخاوف من انفجار أمني أوسع. وأشار مصدر حكومي إلى أن واشنطن فرضت التهدئة ضمن مساعيها لعقد اتفاق بين الحكومة السورية و«قسد»، يهدف إلى بدء عملية دمج القوات العسكرية والأمنية قبل نهاية العام الجاري. وقف إطلاق نار وتهدئة ميدانية في هذا السياق، أصدرت قيادة أركان الجيش السوري مساء الإثنين أمراً بإيقاف استهداف مصادر نيران «قسد»، بعد تحييد عدد منها، مع تضييق بؤرة الاشتباك وإبعادها عن الأحياء السكنية. وقالت وزارة الدفاع السورية في تصريح لوكالة «سانا» إن الجيش العربي السوري «التزم بمسؤولياته في حماية المدنيين والدفاع عنهم، ولم يسعَ لتغيير خطوط السيطرة، بل اكتفى بالرد على مصادر النيران». في المقابل، أعلنت القيادة العامة لقوى الأمن الداخلي (الأسايش) في حلب إيقاف الرد على هجمات قوات الحكومة السورية، استجابة لاتصالات التهدئة الجارية. هدوء حذر بعد مفاوضات وأفاد مراسل تلفزيون سوريا بأن مدينة حلب تشهد هدوءاً حذراً عقب التوصل إلى تهدئة بين الجيش السوري و«قسد»، بالتزامن مع بدء مفاوضات مباشرة لوقف إطلاق النار وتثبيت التهدئة. وأكدت «قسد» بدورها أنها أصدرت تعليمات واضحة لقواتها بإيقاف إطلاق النار، تلبيةً لاتصالات التهدئة. ضحايا مدنيون وكانت الاشتباكات قد أسفرت، مساء الإثنين، عن مقتل طفل وسيدة، وإصابة نحو سبعة مدنيين آخرين، جراء قصف مدفعي استهدف أحياء سكنية في مدينة حلب. واندلعت اشتباكات متقطعة بين قوات من الجيش السوري و«قسد» في محيط حيي الشيخ مقصود والأشرفية، عقب استهداف قنّاص تابع لـ«قسد» حاجزاً لقوى الأمن الداخلي قرب دوّار الشيحان، بحسب مراسل تلفزيون سوريا. من جهتها، نفت وزارة الدفاع السورية صحة ما تروّجه «قسد» حول شنّ الجيش هجوماً على مواقعها في الحيين، مؤكدة أن «قسد» هي من بدأت بالتصعيد عبر هجمات مفاجئة على نقاط انتشار قوى الأمن الداخلي والجيش، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوفهما.
التعليقات