news-details

في تطور لافت على خط الأزمة المتصاعدة بين سوريا وإسرائيل، أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أنه أجرى اتصالات مباشرة مع الطرفين، في محاولة لخفض التوتر واحتواء التصعيد، وذلك عقب سلسلة غارات إسرائيلية عنيفة استهدفت العاصمة دمشق ومحافظة السويداء جنوبي سوريا. وقال ترامب في تصريح صحفي: "هناك سوء فهم كبير بين دمشق وتل أبيب، وقد تحدثت مع الطرفين بهذا الشأن. أتطلع إلى إنهاء التصعيد والمساعدة في تحقيق الاستقرار لسوريا". وأضاف أن الجهود الأميركية تهدف إلى منع انزلاق الأوضاع نحو صراع أوسع، في وقت يشهد الجنوب السوري توترات غير مسبوقة. واشنطن تحذر وروبيو: الوضع معقد من جهته، أكد وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، أن بلاده تواصلت منذ ساعات الصباح الأولى مع كل من الحكومتين السورية والإسرائيلية، مشيرًا إلى تعقيدات الموقف بسبب الخصومات التاريخية في جنوب غربي سوريا. وقال روبيو: "هناك سوء فهم عميق بين الجانبين. نأمل أن نرى تقدمًا خلال الساعات القادمة، ونؤكد أن استقرار سوريا أولوية في هذه المرحلة الحساسة". وفي ذات السياق، كشف موقع "أكسيوس" الأميركي نقلًا عن مسؤول كبير، أن واشنطن "قريبة جدًا" من التوصل إلى اتفاق مؤقت بين سوريا وإسرائيل لوقف التصعيد، مشيرًا إلى جهود دبلوماسية مكثفة تُبذل خلف الكواليس. تصعيد عسكري خطير في دمشق والسويداء ميدانيًا، شنّت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، صباح الأربعاء، ثلاث غارات جوية متتالية استهدفت مبنى رئاسة هيئة الأركان وسط العاصمة دمشق، ما أسفر عن استشهاد ثلاثة أشخاص وجرح 34 آخرين، وفق مصادر طبية محلية. وأعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، أن الغارات تمثل "رسالة مباشرة إلى النظام السوري بشأن أحداث السويداء"، في إشارة إلى الاشتباكات الجارية بين القوات الحكومية وفصائل محلية في المحافظة ذات الغالبية الدرزية. وتواصل القصف الإسرائيلي لاحقًا ليطال مواقع عسكرية سورية في السويداء، حيث زعم جيش الاحتلال استهداف أكثر من 160 موقعًا خلال الساعات الماضية، مؤكدًا ما وصفه بـ"التحالف العميق مع أبناء الطائفة الدرزية في سوريا". تهديدات وتحركات ميدانية إسرائيلية في تصريح تصعيدي، توعد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الحكومة السورية بـ"ضربات أقسى"مؤكدًا أن تل أبيب "لن تتخلى عن الدروز في سوريا"، ولن توقف عملياتها حتى "انسحاب كامل للقوات السورية من المنطقة". كما أصدر رئيس أركان جيش الاحتلال أوامر بإرسال تعزيزات عسكرية إلى القيادة الشمالية، فيما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن دخول وحدات من الشرطة الإسرائيلية إلى الأراضي السورية بهدف إعادة دروز عبروا الحدود. ترقب دولي وأمل هش وسط هذه التطورات المتسارعة، يعلّق مراقبون آمالاً على التحرك الأميركي لاحتواء الأزمة، وسط مخاوف من توسع رقعة النزاع، في وقت تبقى فيه المنطقة على صفيح ساخن، معلقة بين نار التصعيد العسكري وجهود التهدئة الدبلوماسية.



التعليقات

اضافة تعليق