ضجّت وسائل الإعلام الهولندية خلال الأيام الأخيرة بخبر اغتصاب طالبتين هولنديتين، إحداهما قاصر، على يد ثلاثة شبان سوريين في مدينة ماستريخت جنوب البلاد. ووفقاً لصحيفة دي تيلغراف الهولندية، فإن القضية تتعلق بثلاثة لاجئين سوريين يُشتبه بتورطهم في اغتصاب طالبة تبلغ من العمر 18 عاماً في تشرين الأول من العام الماضي. ويبدو أن الشرطة ارتكبت خطأً عندما رفضت استقبال أحد المشتبه بهم، ويدعى إبراهيم (19 عاماً)، الذي سلّم نفسه طوعاً بعد نشر صور المشتبه بهم الملتقطة من كاميرات المراقبة، قبل أن يُطرد من مركز الشرطة “عن طريق الخطأ”، وفق ما أقرّت به النيابة العامة لاحقاً. وخلال جلسة استماع شكلية في محكمة ماستريخت، واجهت والدة الطالبة المتهم إبراهيم بعبارات غاضبة قائلة: “يا لك من وغدٍ قذر! لقد دمّرت حياتها”. وقالت الأم إنها سمعت أن وزارة العدل الهولندية تحقق أيضاً فيما إذا كان المشتبه به متورطاً في جريمة جنسية ثالثة ضد فتاة قاصر في مدينة سيتارد. وخلال الجلسة، طلب محامي المتهم “فان ميرم” رفع الحبس الاحتياطي عن موكله مبرراً ذلك بأنه “بحاجة إلى العمل لإعالة عائلته المريضة في سوريا”، إلا أن المحكمة رفضت الطلب، محددة جلسة جديدة بعد ثلاثة أشهر. ويُحاكم إبراهيم إلى جانب مشتبهين سوريين آخرين في قضية اغتصاب الطالبة البالغة من العمر 18 عاماً، حيث تبادل المتهمون الثلاثة الاتهامات فيما بينهم. ووفقاً للادعاء العام، أُغتصبت الضحية من قبل الرجال الثلاثة، في حين أظهرت لقطات الكاميرات أنها كانت “في حالة ضعف بسبب تناول الكحول”، ما ينفي وجود رضا واضح منها. كما أشار الادعاء إلى أن الجريمة تضمنت عنفاً وإكراهاً وتهديداً، وهو ما يجعل التهم مشددة. وأفاد محامي الدفاع أن إبراهيم يواجه قضيتين منفصلتين: الأولى تتعلق بحادثة وقعت في شارع “هوغبروجسترات” في ماستريخت، حيث زُعم أن الطالبة كانت تحت تأثير الكحول أثناء الاغتصاب. والثانية مرتبطة بفتاة قاصر من مدينة سيتارد، إذ يُشتبه بأنه ارتكب معها اعتداءً جنسياً في وقت لاحق. وبحسب المحامي “فان ميرم”، فإن موكله ينكر ممارسة الجنس الفموي أو استخدام أي نوع من الإكراه، مؤكداً أن العلاقة كانت “برضا متبادل” — وهو ما تنفيه الضحية وعائلتها بشدة. وأوضحت المحكمة أن السلطات الهولندية تحقق حالياً في ما إذا كان المتهم تورط أيضاً في اعتداء ثالث جرى في مدينة سيتارد بتاريخ 1 حزيران الماضي. في المقابل، استغل زعيم حزب الحرية اليميني المتطرف “خيرت فيلدرز” القضية لتأجيج مشاعر الكراهية ضد اللاجئين، وكتب عبر صفحته في “فيسبوك 50٪ من المشتبه بهم في الجرائم الجنسية هم من المهاجرين، حزب الحرية وحده سيطرد هؤلاء المجرمين ويوقف اللجوء فوراً”. وجاءت هذه التصريحات وسط تصاعد الخطاب اليميني المعادي للمهاجرين قبيل الانتخابات البرلمانية المبكرة المقررة نهاية الشهر الجاري، والتي جاءت عقب انهيار الائتلاف الحاكم بسبب خلافات حول سياسات اللجوء.
التعليقات