في تطورٍ مفاجئ على الساحة العسكرية السورية، أعادت وزارة الدفاع في دمشق اثنين من أبرز الضباط المنشقين سابقًا إلى صفوفها، هما اللواء سليم إدريس والعميد الطيار حسن الحمادة، بعد أكثر من عقدٍ على انخراطهما في صفوف المعارضة المسلحة. مصادر عسكرية مطلعة أكدت أن الوزارة عيّنت إدريس مستشارًا في الأكاديمية الوطنية للهندسة العسكرية، بينما تولّى الحمادة منصب نائب رئيس أركان القوى الجوية والدفاع الجوي، مشيرةً إلى أن القرار تم خلال الأيام الماضية دون إعلان رسمي. الخطوة، التي وُصفت بأنها رسالة تصالحية نادرة من النظام تجاه شخصيات عسكرية معارضة، تأتي في إطار ما تقول مصادر إنه مشروع لإعادة دمج ضباط سابقين في الجيش، ضمن خطة “إصلاح وهيكلة” تهدف إلى طيّ صفحة الانشقاقات التي عصفت بالمؤسسة العسكرية منذ عام 2011. من المعارضة إلى المؤسسة الرسمية العميد حسن الحمادة كان من أوائل الطيارين الذين انشقوا عن النظام، حين فرّ بطائرته ميغ 21 إلى الأردن عام 2012، طالبًا اللجوء السياسي. لاحقًا، انتقل إلى تركيا ثم عاد إلى الشمال السوري، حيث أسس لواء يوسف العظمة، ولاحقًا الفرقة 101 مشاة، قبل أن يشغل مناصب رفيعة في الحكومة المؤقتة، كان آخرها وزير الدفاع عام 2021. أما اللواء سليم إدريس، فهو أكاديمي قبل أن يكون عسكريًا، يحمل شهادة في الهندسة الإلكترونية وماجستيرًا في تقنية المعلومات من ألمانيا. انشق عام 2012، وتولّى لاحقًا رئاسة أركان الجيش الحر، ثم وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة بين عامي 2019 و2021، قبل أن يعلن استقالته. تبدّل في السياسة العسكرية؟ تثير هذه التعيينات تساؤلات حول ما إذا كانت تمثّل تحوّلًا في سياسة النظام تجاه المعارضة السابقة، خاصة أنها تتزامن مع محاولات لترميم العلاقات الداخلية وخلق توازنات جديدة داخل المؤسسة العسكرية. ويرى مراقبون أن عودة ضباط من الصف الأول في المعارضة إلى مواقع قيادية قد تحمل دلالات رمزية تتجاوز الجانب الإداري، وتُقرأ كمحاولة لإظهار انفتاح سياسي محسوب في مرحلة ما بعد الصراع.
التعليقات