news-details

في تطور ميداني لافت، أشعل الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس 15 أيار، نيرانًا في أراضٍ زراعية قرب النقطة العسكرية التي يسيطر عليها في تل أحمر الغربي جنوب محافظة القنيطرة، ما أدى إلى اندلاع حرائق امتدت حتى بلدة كودنة المجاورة، بحسب ما أفاد به شهود عيان. النيران، التي يعتقد أنها أُشعلت عمدًا، أتت على مساحات واسعة من حقول الزيتون والحنطة، في خطوة وصفها السكان المحليون بأنها تهدف إلى منع رعي المواشي في الأراضي المحيطة بالتل. وتمكنت فرق الدفاع المدني السوري من السيطرة على الحريق دون تسجيل خسائر بشرية. لكن هذه الحادثة ليست سوى حلقة جديدة من سلسلة إجراءات إسرائيلية أثارت قلق الأهالي المتزايد من نوايا توسعية تهدد أراضيهم وسبل معيشتهم. السكان يخشون من تحويل المنطقة إلى نقاط مراقبة أو قواعد عسكرية إسرائيلية، بل وحتى إلى مستوطنات مستقبلية. وفي خطوة لافتة، كشفت الحكومة الإسرائيلية عن مقترح جديد يسمح لأصحاب المهن من سكان القنيطرة بالعمل داخل إسرائيل بنظام "اليوم الواحد"، ما رأى فيه البعض محاولة لـ"استمالة" السكان المحليين وإضعاف ارتباطهم بالمنطقة. وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرايل كاتس، في 9 آذار، عن خطة غير مسبوقة لدعم الطائفتين الدرزية والشركسية، مشيدًا بـ"ولائهما ومساهمتهما في أمن إسرائيل"، مشيرًا إلى أن بلاده ستستمر في تعزيز موقعهما وحمايتهما داخل سوريا. من جهة أخرى، كشف ناشطون في قرية جباتا الخشب أن وحدات إسرائيلية توغلت مئات الأمتار داخل الأراضي السورية، ومنعت المزارعين من دخول أراضيهم، كما قامت بتجريف أكثر من 200 دونم من أراضي الأحراش وإنشاء نقاط مراقبة جديدة في مناطق استراتيجية مثل الحرية، شرق الحميدية، وطرنجة. هذه النقاط، بحسب الأهالي، تقيد حركة المدنيين وتعيق نشاطهم الزراعي والمعيشي، بينما يتطلب التنقل في المنطقة تصاريح أمنية وتنسيقًا مع مخاتير محليين تحت إشراف إسرائيلي. أما الأخطر، فهو ما كشفته إذاعة الجيش الإسرائيلي عن إقامة "منطقة أمنية" داخل الأراضي السورية بهدوء وسرية، تضم تسعة مواقع عسكرية، في دلالة واضحة على أن الوجود الإسرائيلي لم يعد مؤقتًا، بل مرشح للاستمرار حتى نهاية عام 2025 وربما لما بعده. وزير الدفاع الإسرائيلي أكد، خلال زيارة ميدانية إلى جبل الشيخ، أن قواته ستبقى "إلى أجل غير مسمى" في سوريا، في وقت تحاول فيه الإدارة السورية الجديدة التأكيد على التزامها بعدم تهديد إسرائيل أو السماح بعودة النفوذ الإيراني، دون أن يحدّ ذلك من التوغلات الإسرائيلية المستمرة. وفي ظل هذه التطورات، تقف القنيطرة أمام مستقبل غامض، بين تصاعد النفوذ الإسرائيلي من جهة، ومحاولات محلية ودولية لمنع تحويل الجنوب السوري إلى منطقة عسكرية دائمة.



التعليقات

اضافة تعليق