في خطوة تعكس طموح دمشق لإعادة سوريا إلى خارطة التكنولوجيا العالمية، ترأس الرئيس السوري أحمد الشرع اجتماعاً استراتيجياً مع وزير الاتصالات والتقانة عبد السلام هيكل وعدد من كبار مسؤولي الوزارة، لبحث آفاق تعزيز البنية التحتية الرقمية وتطوير خدمات الاتصالات في البلاد. وشدد الشرع، خلال الاجتماع، على ضرورة تسريع تنفيذ المشاريع التقنية الحيوية، مؤكداً أن التحول الرقمي لم يعد خياراً بل ضرورة وطنية لتعزيز كفاءة المؤسسات وتحسين جودة حياة المواطنين. وفي استعراض مفصّل، كشف وزير الاتصالات عن خريطة طريق طموحة لتجاوز التحديات وفتح أبواب المستقبل. وفي تطور لافت، أعلنت الوزارة الانتهاء من المرحلة الأولى من مشروع الإنترنت البحري “أوغاريت 2” — المشروع الذي يضع سوريا من جديد على خط الاتصال الرقمي بالعالم. اللافت في الأمر أن المشروع نال ترخيصاً رسمياً من الحكومة الأميركية عبر مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC)، وهو ما يشير إلى تحول نوعي في مسار التعاون الدولي الرقمي. ويمضي تنفيذ “أوغاريت 2” بالشراكة مع شركة "يوني فاي" الأميركية، وهيئة الاتصالات القبرصية CYTA، والشركة السورية للاتصالات، حيث تم تحديث معدات المحطات الطرفية داخل سوريا، مما سيحدث نقلة في كفاءة الشبكة واستقرار الاتصال الدولي. وأكد الوزير هيكل أن المشروع يُعد "منعطفاً مفصلياً في خطة التحول الرقمي الوطني"، بينما وصفه غسان عكاش، المدير التنفيذي للشركة السورية للاتصالات، بأنه "خطوة حاسمة لتحسين جودة الإنترنت وتعزيز خدمات الاتصالات"، في حين رأى أدريان شاتكو، المدير التنفيذي لـ"يوني فاي"، أن المشروع "يعيد لسوريا موقعها على خارطة الشبكات العالمية". هكذا، يبدو أن سوريا تستعد لمرحلة جديدة، يكون فيها الإنترنت السريع والمستقر بوابة للانفتاح على العالم، والتحول الرقمي مفتاحاً للنهوض الاقتصادي.
التعليقات