news-details

تحرير ..الصحفي محمد الراضي تعيش محافظة القنيطرة جنوب سوريا على وقع التوتر الأمني المتزايد نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية، التي تشمل مداهمات للمنازل، واعتقالات متكررة، وتدمير للبنية التحتية. تمدد عسكري وانعدام الأمن منذ قرابة شهرين، توغلت القوات الإسرائيلية في المناطق الحدودية المتاخمة للجولان المحتل، وصولًا إلى مدينة السلام (المعروفة سابقًا بالبعث). وعلى الرغم من انسحابها لاحقًا من مباني المحافظة والمحكمة في 2 فبراير، فإن الوجود العسكري الإسرائيلي لا يزال حاضرًا، مما يثير مخاوف السكان بشأن استمراره بشكل دائم. الناشط أحمد.م، من ريف القنيطرة، وصف الأوضاع بأنها "مضطربة وغير مستقرة"، حيث تواصل القوات الإسرائيلية تنفيذ عمليات تفتيش مفاجئة واعتقالات في مناطق مثل طرنجة وجباتا الخشب. وأضاف أن انتشار الدوريات ليلاً بين المنازل جعل الأهالي يعيشون في حالة من القلق المستمر. كما أن الجيش الإسرائيلي عزّز وجوده بإنشاء نقاط عسكرية جديدة، لا سيما في منطقة برج الزراعة وحرش جباتا الخشب، بعد إزالة الأشجار وإقامة تحصينات أسمنتية. مشاريع عسكرية مريبة المهندس ياسر.ف، أحد سكان القنيطرة، أشار إلى أن إسرائيل تقوم بشق طرق في المنطقة الغربية من "تل أحمر"، إلى جانب أعمال بناء يُعتقد أنها لمواقع عسكرية أو ربما مطار جديد. وأضاف أن تل كودنة يشهد أيضًا تغييرات كبيرة، حيث تم تجريف آلاف الدونمات من الأحراش، واقتلاع الأشجار لإنشاء منشآت غير واضحة المعالم حتى الآن. ويرى أن هذه التحركات تعكس نية إسرائيلية للبقاء طويلًا، داعيًا الحكومة السورية إلى التدخل عبر القنوات الدبلوماسية أو من خلال أطراف دولية مؤثرة. نحو وجود دائم؟ إذاعة الجيش الإسرائيلي كشفت، في 11 فبراير، عن إنشاء إسرائيل "منطقة أمنية" داخل سوريا بشكل غير معلن، مؤكدة أن هذا التمركز ليس مؤقتًا. وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي يعمل حاليًا على بناء تسعة مواقع عسكرية، في خطوة تهدف إلى توسيع نطاق سيطرته خلال العام 2025، مع زيادة عدد الألوية المنتشرة هناك. وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أكد خلال زيارته للمنطقة السورية في جبل الشيخ، أواخر يناير، أن قواته "لن تغادر سوريا في المستقبل القريب". في المقابل، أعلنت الحكومة السورية المؤقتة عن استعدادها لتولي مسؤولية المناطق الحدودية في حال قررت إسرائيل الانسحاب، لكنها لم تتلقَ أي رد رسمي بهذا الشأن. تصاعد التوتر والمواجهات شهدت قرية طرنجة، في 31 يناير، حادثة إطلاق نار من أحد السكان المحليين على دورية إسرائيلية، مما أدى إلى رد عسكري سريع واعتقال شابين قبل انسحاب القوات من المنطقة. كما اعتقلت القوات الإسرائيلية مدنيًا وأطلقت النار على آخر في 24 يناير، قرب بلدة كودنة، وسط تصاعد المواجهات بين الجيش الإسرائيلي وأهالي المنطقة. السياق التاريخي للصراع بدأ التوسع الإسرائيلي داخل الأراضي السورية بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024. ومنذ حرب 1967، تحتل إسرائيل جزءًا كبيرًا من هضبة الجولان، وتعتبره ضمن أراضيها منذ ضمه عام 1981، وهو قرار لم يحظَ بأي اعتراف دولي. في ظل هذه التطورات، يبقى مستقبل القنيطرة غامضًا، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل تنوي فرض واقع جديد في المنطقة أم أنها ستواجه مقاومة محلية قد تعيد رسم المشهد العسكري والسياسي مجددًا.



التعليقات

اضافة تعليق