الشرع أهمية استثنائية. فهو لا يقدم مجرد وعود سياسية، بل يؤسس لرؤية متكاملة للدولة والمجتمع. رؤية تدرك أن بناء سوريا الجديدة يحتاج إلى جهد جماعي، وأن التغيير الحقيقي لا يمكن أن يتحقق إلا بمشاركة جميع السوريين. لكن تحويل هذه الرؤية إلى واقع يحتاج إلى أكثر من ذلك. يحتاج إلى إرادة سياسية صلبة، وإلى تضافر جهود جميع السوريين، وإلى دعم إقليمي ودولي. فسوريا التي كانت حاضرةً في قلب المنطقة، لا يمكن أن تنهض وحدها دون مساندة محيطها العربي والدولي. وفي النهاية، يبقى السؤال الأهم: هل يمثل هذا الخطاب نقطة تحول حقيقية في تاريخ سوريا المعاصر؟ إن الأيام والأسابيع القادمة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كانت سوريا ستنجح في بناء نموذجها الجديد للحكم، أم ستظل أسيرة تحديات الماضي ومعوقات الحاضر. إن الفرصة التاريخية متاحة اليوم أمام سوريا لتحقيق تحول تاريخي نحو دولة العدل والقانون والمؤسسات. والمسؤولية مشتركة بين القيادة السياسية والشعب لتحويل هذه الفرصة إلى واقع ملموس يلمسه كل مواطن سوري في حياته اليومية. فهل تنجح سوريا في هذا الاختبار التاريخي؟ هذا ما ستجيب عنه الأيام القادمة محمد الاحمد...
التعليقات