news-details

حققت حملة “الوفاء لإدلب” الإنسانية مساء الجمعة جمع مبلغ 208 ملايين دولار أمريكي، في فعالية وصفت بـ “الليلة الإنسانية التاريخية”، بعد ساعات من انطلاقها في الملعب البلدي بمشاركة رسمية وشعبية واسعة. خلفية الحدث وأهميته تُعد الحملة أحد أبرز المساعي الأخيرة لتسليط الضوء على الأوضاع المأساوية التي تمر بها محافظة إدلب، والتي يعيش فيها مئات الآلاف من النازحين في مخيمات تفتقر لخدمات أساسية. تقدّر الجهات القائمة على الحملة أن إعادة تأهيل البنى التحتية المتضررة تتطلب ميزانيات تفوق 3 مليارات دولار، مما يجعل هذا المبلغ خطوة رمزية مهمة لكنها لا تغطي إلا جزءًا محدودًا من الاحتياج. الفعالية والرعاية الرسمية شهد الحدث حضورًا مميزًا للرئيس السوري أحمد الشرع، الذي ألقى كلمة عقب عودته من الاجتماعات الأممية في نيويورك، مُشدّدًا على أن إدلب “أمّ تحتضن أبنائها” وأن الوفاء بها واجب. كما حضرت الفعالية مجموعة من الوزراء من وزارات الداخلية، الإعلام، الطوارئ والكوارث، الإدارة المحلية، الرياضة، والصحة، إلى جانب ممثلين عن منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص. أرقام كاشفة عن حجم الأضرار أوضحت إدارة الحملة، عبر بيانات عرضها أحمد الزير، أن: أكثر من 250 ألف منزل تعرض للتضرر حوالي 800 مدرسة تحتاج إلى إعادة تأهيل عدد من المساجد وشبكات الصرف الصحي (116 شبكة حسب بعض التقديرات) تأثرت بشدة مجموع تكلفة إعادة الإعمار المتوقعة تتجاوز 3 مليارات دولار كما أشارت الدراسة إلى أن نحو 25٪ من الفئات الأكثر احتياجًا في سوريا يقيمون في إدلب، بحسب تقديرات الأمم المتحدة. أبرز التبرعات والتعهدات ولدت الحملة زخمًا كبيرًا في التعهدات من جهات متعددة، من بينها: غسان عبود 55 مليون صندوق الأمم المتحدة الإنمائي 14 مليون أيمن الأصفري 10 ملايين الجمعية الطبية السورية-الأميركية (سامز) 9 أو 11 مليون حسب المصادر هيئة الإغاثة الإنسانية 6 ملايين منظمة شفق 5 ملايين منظمة عطاء 5 ملايين المنتدى السوري 5,5 مليون بالإضافة إلى مساهمات حكومية ومحلية أخرى، مثل وزارة الإدارة المحلية التي تبرعت بمبلغ 6.5 ملايين دولار. منهجية الصرف والشفافية أكد منظمو الحملة أن محافظة إدلب ستتولى إدارة وتنفيذ المشاريع، مع إشراف من لجنة إدارية مركزية. كما يُخطط لإطلاق لوحة رقمية لعرض التبرعات والصرف بسهولة أمام الجمهور، لضمان الشفافية الكاملة. وقال فؤاد السيد عيسى، أحد المنظمين، إن الحملة اختيرت لتكون من بين الحملات الأخيرة في السلسلة، لترتكز عليها الاهتمام والجهد الشعبي والرسمي. تقييم عام وملاحظات نقدية المبلغ الضخم إنما يمثل خطوة معنوية مهمة لدعم صمود الأهالي، لكنه لا يفي بالحاجة الحقيقية لإعادة الإعمار الشامل. حاجة إدلب إلى إعادة بناء و تمويل مستدام تفوق قدرة المبادرات الفردية أو المؤقتة، ما يضع ضغطًا على الجهات الحكومية والمنظمات الدولية. ضبط التنفيذ، المتابعة المستمرة، ومراقبة الصرف ستكون محورية لضمان أن تصل الأموال إلى مستحقيها. ضرورة دمج هذه الجهود مع خطط تنموية طويلة الأجل لتعزيز الاستقرار في المحافظة.



التعليقات

اضافة تعليق