اتفاق أردني – سوري – أميركي على آلية لإنهاء التوتر في السويداء

استضافت العاصمة الأردنية عمّان، اليوم الثلاثاء 12 أغسطس/آب 2025، اجتماعاً ثلاثياً أردنياً – سورياً – أميركياً، لبحث تطورات الأوضاع في سورية، وخاصة في محافظة السويداء، وسبل دعم عملية إعادة إعمار البلاد بما يضمن أمنها واستقرارها وسيادتها ووحدتها. وحضر الاجتماع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، والمبعوث الأميركي الخاص لسورية وسفير واشنطن لدى تركيا توماس برّاك، إلى جانب ممثلين عن المؤسسات المعنية في الدول الثلاث. وخلصت المباحثات إلى تشكيل مجموعة عمل ثلاثية لدعم جهود الحكومة السورية في تثبيت وقف إطلاق النار بالسويداء، وإنهاء الأزمة التي تشهدها المحافظة. كما اتفق المجتمعون على عقد اجتماع آخر خلال الأسابيع المقبلة لمتابعة تنفيذ ما تم التوصل إليه. ترحيب بخطوات الحكومة السورية رحب الأردن والولايات المتحدة بإجراءات دمشق الأخيرة، التي شملت الشروع في مسار المصالحات المجتمعية، وتعزيز السلم الأهلي، وإجراء تحقيقات شاملة لمحاسبة مرتكبي الجرائم والانتهاكات في السويداء، إضافة إلى التعاون مع الأمم المتحدة لإشراكها في التحقيقات وزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة. وأكد بيان وزارة الخارجية الأردنية أن محافظة السويداء، بكل مكوناتها، جزء أصيل من الجمهورية العربية السورية، وأن حقوق أبنائها ستكون محفوظة في مسيرة إعادة بناء البلاد. كما أبدى الطرفان الأميركي والأردني دعمهما لجهود الحكومة السورية في إعادة تأهيل المناطق المتضررة وعودة النازحين. التزام بالمحاسبة من جهته، أوضح المبعوث الأميركي توماس برّاك أن الحكومة السورية تعهدت بمحاسبة جميع المتورطين في أحداث السويداء، بما في ذلك التحقيق في "العنف المروع" داخل مستشفى السويداء الوطني، مؤكداً أهمية إنهاء الإفلات من العقاب لتحقيق سلام دائم. كما شدد على التزام بلاده بزيادة المساعدات الإنسانية إلى جنوب غرب سورية. خلفية الأحداث وجاء هذا التطور بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء، برعاية إقليمية ودولية، حيّز التنفيذ في 21 يوليو/تموز الماضي، عقب اشتباكات دامية اندلعت في 13 يوليو بين مجموعات محلية درزية وعشائر بدوية، قبل أن تتدخل قوات الأمن والجيش السوري وتصبح طرفاً في المواجهات. ورغم استمرار الهدنة، شهدت عدة خروقات تمت معالجتها ميدانياً. وكان رئيس الوزراء الأردني جعفر حسان قد أكد، في 22 يوليو، أن بلاده لعبت دوراً دبلوماسياً مهماً في احتواء أزمة السويداء، مشدداً على وقوف الأردن إلى جانب الشعب السوري في سعيه نحو الاستقرار والازدهار.