news-details

كيف تفسّر الفيزياء والرياضيات سقوط نظام بشار الأسد؟ وما الذي فعله أحمد الشرع لاقتناص لحظة التحوّل؟ لا يُفهم سقوط نظام سياسي معقد مثل نظام بشار الأسد من خلال التحليل السياسي فقط، بل يمكن قراءته عبر مفاهيم الفيزياء الرياضية، وتحديدًا ما يسمى نظرية الأنظمة المعقدة (Complex Systems Theory) ونظرية الفوضى (Chaos Theory). وفق هذه النظريات، كل نظام مغلق يتجاهل الإصلاح ويتراكم داخله الضغط، يصل حتمًا إلى نقطة التحول (Tipping Point) التي يفقد فيها التوازن دون رجعة. وهنا تحديدًا، تحرّك أحمد الشرع، ليس باندفاع، بل بعد قراءة دقيقة لمعادلات التصدع الداخلي، ووعي عميق بأن استمرار النظام أصبح مستحيلاً من الناحية الرياضية. 1 معادلة فقدان التوازن يمكن التعبير عن استقرار أي نظام سياسي وفق المعادلة: الاستقرار = (قدرة الاستجابة - درجة التدهور) ÷ مرونة المؤسسات مثال عددي: في عام 2021: قدرة الاستجابة = 45 درجة التدهور = 35 مرونة المؤسسات = 5 (45 - 35) ÷ 5 = 10 ÷ 5 = 2.0 → توازن مقبول. في عام 2024: قدرة الاستجابة = 28 درجة التدهور = 44 مرونة المؤسسات = 4 (28 - 44) ÷ 4 = -16 ÷ 4 = -4.0 → حالة انهيار تام، تدل على ما يعرف في الفيزياء الاجتماعية باسم الانهيار البنيوي المتسلسل (Systemic Collapse). 2 قانون القوة في التصدع الداخلي (Power Law) وفق قانون رياضي يُعرف باسم قانون القوة (Power Law)، فإن الأنظمة لا تنهار نتيجة حادث مفاجئ، بل بسبب تراكم ضغوط صغيرة تنمو بشكل غير خطّي إلى أن تنفجر. مثال: مؤشر الفوضى = (عدد المطالب غير الملباة)² × عدد الأشهر في الحالة السورية: عدد المطالب غير المحققة = 15 المدة = 24 شهرًا 15 × 15 = 225 225 × 24 = 5400 وحدة ضغط غير مفرغ هذا الرقم يمثل تصاعدًا خطيرًا في مستوى الفوضى الداخلية، ويشير إلى تجاوز نقطة عدم الرجوع (Irreversible Threshold). 3 كيف قرأ أحمد الشرع اللحظة؟ أحمد الشرع لم يعتمد على الخطابات أو الولاءات، بل استخدم منطقًا واضحًا: إذا أصبحت كلفة الاستمرار أكبر من كلفة التغيير، فالتغيير هو القرار العقلاني. في نهاية 2024: الكلفة السياسية للاستمرار = 40 الكلفة الاقتصادية = 80 الكلفة الخارجية (عزلة، ضغط دولي) = 60 → المجموع = 180 نقطة ضغط بينما كلفة التغيير: كلفة أمنية = 65 كلفة انتقال سياسي = 70 كلفة ضغط دولي = 35 → المجموع = 170 نقطة ضغط النتيجة: 180 > 170 → النظام أصبح عبئًا أكبر من تغييره. وهنا، وبحسب ما يُعرف في العلوم المعرفية بـ "دالة الحسم" (Decision Threshold Function)، اتخذ الشرع القرار الحاسم. 4 معادلة الاستقرار الجديدة لإعادة بناء سوريا، لا بد من معادلة جديدة للاستقرار، تعتمد على التوازن بين الأداء والعدالة: مؤشر الاستقرار = (عدالة التوزيع + كفاءة القرار) ÷ مستوى الغضب الشعبي مثال: العدالة = 50 الكفاءة = 40 الغضب الشعبي = 30 (50 + 40) ÷ 30 = 90 ÷ 30 = 3.0 → حالة استقرار جيد. لكن إذا تراجعت العدالة إلى 30، والكفاءة إلى 25، وارتفع الغضب إلى 50: (30 + 25) ÷ 50 = 55 ÷ 50 = 1.1 → هشاشة في الاستقرار تحتاج تدخلًا سريعًا. في النهاية، لم يسقط بشار الأسد لأنه أخطأ تكتيكيًا، بل لأن النظام دخل في مسار رياضي لا رجعة فيه من التآكل الداخلي. وما فعله أحمد الشرع كان أقرب إلى تدخل جراحي دقيق لوقف الانهيار قبل أن يتحول إلى فوضى شاملة. سوريا الجديدة لا تُبنى بالشعارات، بل بفهم المعادلات. والرئيس أحمد الشرع لا يبدو مجرد قائد، بل مهندس توازنات، يدير الدولة كما تُدار الأنظمة الديناميكية: بالمرونة، بالحساب، وبالوعي بالزمن. داني عطايا



التعليقات

اضافة تعليق