news-details

شبكة هنا الشام _ تحرير محمد الراضي في مشهد يعيد إلى الذاكرة تهجير أهالي الجولان عام 1967، بدأت صباح أمس الإثنين عملية تهجير مئات العائلات من العشائر العربية في محافظة السويداء إلى محافظة درعا المجاورة، بموجب اتفاق رعته أطراف إقليمية ودولية. مشهد الحافلات، النساء الباكيات، والمنازل المحترقة، بدا وكأنه تكرار مأساوي لما عاشه السوريون قبل أكثر من نصف قرن. نحو 300 شخص تم إجلاؤهم من مناطقهم بعد حصار واشتباكات عنيفة، على أن يصل العدد إلى 1500 شخص، في ظل تحذيرات من أن يتحول هذا "الإجلاء المؤقت" إلى تهجير دائم يعيد رسم الخريطة السكانية جنوب سوريا. العائلات الخارجة من السويداء تركت خلفها بيوتاً مدمّرة وذكريات منهوبة، بعد أن وجدت نفسها عالقة وسط نزاع مسلح، تعرضت فيه لانتهاكات واسعة، وحرمت من الغذاء والدواء، في ظل غياب أي حماية حقيقية. تقول إحدى النساء وقد غالبتها الدموع: "لم نأكل لثلاثة أيام.. لم يبقَ لنا شيء". بينما قال أحد المعلمين: "بعد 30 سنة من التعليم، خرجت من مدينتي مكسوراً، بلا كرامة". المشهد لم يكن مجرد "ترحيل مؤقت"، بل وُصف من كثيرين بأنه تهجير قسري منظم يهدف إلى تغيير ديمغرافي واضح في بادية السويداء، في ظل اتهامات باستخدام المدنيين كدروع بشرية، وارتكاب جرائم قتل ونهب وحرق ممنهج. التاريخ يعيد نفسه، ولكن هذه المرة على أنقاض السويداء، حيث يعيش السوريون نكبة جديدة تُشبه نكبة الجولان، وتطرح أسئلة موجعة: هل أصبح التهجير هو قدر السوريين المتجدد؟ وهل نشهد اليوم نسخة جديدة من مأساة 1967، ولكن بأدوات داخلية وخارجية مختلفة؟



التعليقات

اضافة تعليق