السويداء – شبكة هنا الشام في خطوة مفاجئة أنهت أيام من التوتر المسلح جنوب سوريا، أعلنت وزارة الداخلية السورية، اليوم السبت 19 تموز، التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار في مدينة السويداء، بعد مفاوضات وُصفت بأنها "دولية الطابع"، جمعت الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، برعاية أمريكية ودعم مباشر من تركيا، الأردن، وعدد من دول الجوار. أبرز بنود الاتفاق الرسمي بحسب ما نشرته وزارة الداخلية السورية، فإن الاتفاق تضمن سلسلة إجراءات لاحتواء الأزمة، أبرزها: وقف فوري وشامل لإطلاق النار من كافة الأطراف. تشكيل لجنة مراقبة مشتركة تضم ممثلين عن الدولة والمشايخ لضمان تنفيذ الهدنة. نشر حواجز أمنية مشتركة داخل المدينة ومحيطها، بإشراف عناصر من أبناء المحافظة. تنظيم السلاح المنتشر خارج مؤسسات الدولة بالتعاون مع وزارات سيادية، مع مراعاة الخصوصية الدينية والاجتماعية. إعادة تفعيل مؤسسات الدولة، وضمان عودة الخدمات الأساسية والكهرباء والمحروقات والصحة. إطلاق سراح المعتقلين وكشف مصير المفقودين. فتح وتأمين طريق دمشق – السويداء بشكل دائم. تشكيل لجنة لتقصي الحقائق ومحاسبة المتورطين بالانتهاكات من جميع الأطراف. الرئاسة الروحية تعلن رواية موازية، وتُحذّر!! في المقابل، أصدرت الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز، بقيادة الشيخ حكمت الهجري، بيانًا يحمل بنودًا مختلفة عمّا أعلنته الحكومة. وأكّد البيان المنشور عبر "فيسبوك" أن الاتفاق ينص على: منع دخول أي جهة مسلحة إلى قرى السويداء لمدة 48 ساعة. نشر الحواجز خارج الحدود الإدارية فقط دون دخول قوات النظام إلى قلب المدينة. تأمين خروج آمن لأبناء العشائر المتبقين في الداخل. منع المجموعات المحلية من التحرك خارج حدود المحافظة لتجنّب أي اشتباكات جديدة. تحميل أي جهة تخالف الاتفاق مسؤولية انهياره. الرئيس الشرع يتحدث عن “المرحلة الأخطر” وفي خطاب متلفز، قال الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، إن ما شهدته السويداء "كان منعطفًا خطيرًا كاد يهدد وحدة البلاد"، معتبرًا أن التدخل الإسرائيلي عبر القصف جنوب سوريا وداخل دمشق زاد الوضع تعقيدًا. وأضاف أن الدولة "تعاملت بضبط نفس" رغم الانفلات الأمني، وأشار إلى أن "انسحاب القوات الحكومية من المحافظة جاء تجنبًا لمواجهة شاملة مع إسرائيل". اشتباكات لم تهدأ كليًا ورغم الإعلان عن الاتفاق، فإن الاشتباكات لا تزال متقطعة داخل حدود السويداء، بين قوات العشائر والفصائل المحلية، بالتوازي مع انتشار محدود لقوى الأمن في الريف الغربي. جذور التصعيد التوتر اندلع عقب عمليات خطف متبادل بين فصائل محلية وعشائر على تخوم المحافظة، تطورت إلى مواجهات عنيفة تخللتها انتهاكات واسعة من الطرفين، وسط اتهامات بتدخل إسرائيلي مباشر لصالح بعض الفصائل العشائرية. وكان الشرع قد أعلن قبل أيام انسحاب قوات وزارتي الدفاع والداخلية بالكامل من السويداء، وتكليف وجهاء الطائفة الدرزية والفصائل المحلية بإدارة المحافظة "مرحليًا"، ما أفسح المجال لاحتدام المشهد الأمني، قبل الوصول إلى اتفاق التهدئة الأخير.
التعليقات