أعلنت القبائل العربية في سوريا، يوم أمس الخميس، النفير العام استجابةً لنداء عشائر البدو في محافظة السويداء جنوبي البلاد، في ظل تصاعد المواجهات المسلحة وسقوط عشرات الضحايا والمهجّرين. وأكدت العشائر، في بيان رسمي، أنها "تتابع بقلق بالغ ما ترتكبه ميليشيا الهجري من جرائم قتل وتهجير بحق أبناء عشائر البدو"، ووصفت ما يجري بأنه "إبادة ممنهجة تستهدف المدنيين الأبرياء". ودعت الحكومة السورية إلى عدم التدخل أو عرقلة تحركات المقاتلين القادمين من خارج المنطقة "فزعة ونصرة لإخوتهم"، معتبرةً أن هؤلاء "يمارسون حقهم المشروع في الدفاع عن النساء والأطفال والشيوخ وردّ العدوان". وجاء في البيان أن "أي إجراء ضد المقاتلين يُعدّ انحيازاً صريحاً إلى مرتكبي الجرائم، وسيُقابل بموقف موحد من العشائر لا مهادنة فيه". في غضون ذلك، شنّ مقاتلو العشائر هجوماً واسعاً على مدينة السويداء، وسيطروا على عدد من القرى والبلدات، أبرزها بلدة المزرعة، كما دخلوا المدينة من الجهة الشمالية عبر طريق دمشق. وذكر مصدر في قوات العشائر أن عدد المقاتلين المشاركين في الهجوم تجاوز 50 ألفاً، وسط توقعات بوصول تعزيزات إضافية قوامها عشرات الآلاف خلال الساعات المقبلة من مناطق شرق سوريا ومحافظة حلب وريفها. وبحسب مصادر قبلية، قُتل أكثر من 100 شخص خلال الهجوم الذي نفذته فصائل موالية للشيخ حكمت الهجري، فيما أسفرت المواجهات عن تهجير عشرات الآلاف من المدنيين، واحتراق عدد كبير من المنازل. في المقابل، اتّهمت الرئاسة السورية، في بيان رسمي صدر ليل الخميس، الفصائل الدرزية في السويداء بـ"خرق وقف إطلاق النار" الذي تم الاتفاق عليه سابقاً، وتضمن انسحاب القوات الحكومية من المحافظة. وأشارت الرئاسة إلى أن "القوات الخارجة عن القانون"، وهو الوصف الذي تستخدمه للإشارة إلى فصائل السويداء، "بدأت بعملية عنف مروعة، وثقتها وسائل الإعلام العالمية، شملت ارتكاب جرائم تتنافى مع التزامات الوساطة، وتهدد السلم الأهلي". كما حذّرت من التدخلات الإسرائيلية في الشأن السوري، معتبرة أن "هذه التدخلات تزيد المشهد الإقليمي تعقيداً، وتغذّي الفوضى والعنف". وأوضحت الرئاسة أن قرار سحب القوات الحكومية من السويداء جاء استجابة للوساطة الأمريكية – العربية، وفي إطار تفاهم يضمن عدم اللجوء إلى الانتقام أو استهداف المدنيين. واختتم البيان بتأكيد التزام الدولة السورية بحماية جميع أبنائها دون تمييز، والتصدي لأي تهديد يطال السلم الأهلي أو السيادة الوطنية.
التعليقات